الجزائر: ارتياح شعبي لتنحية مدرب المنتخب رابح سعدان ومصير غامض ينتظر 'الخضر

الجزائر: ارتياح شعبي لتنحية مدرب المنتخب رابح سعدان ومصير غامض ينتظر 'الخضر'

لاقت استقالة مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان ارتياحا لدى الجماهير الغاضبة، بعد التعادل الإيجابي الذي سجله الخضر أمام تنزانيا في عقر دارهم، وهو ما يعقد من مهمة المنتخب الجزائري في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا.
نزل قرار ذهاب سعدان من على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري بردا وسلاما على أغلبية الجزائريين، الذين لم يعودوا يطيقون سماع المبررات التي يسوقها هذا المدرب في كل مرة يخسر فيها الفريق.
وبلغت الأمور ذروتها ليلة أمس الأول عندما عجز سعدان عن الفوز على فريق تنزانيا المتواضع وعلى أرضية ملعب البليدة (45 كيلومتر غرب العاصمة) بعد أن فضل الهروب من ملعب 5 تموز/ يوليو بالعاصمة، بسبب شتم الأنصار له عقب خسارته الشهر الماضي أمام فريق الغابون، لكنه تعرض إلى وابل من الشتائم طوال أطوار المباراة، وخاصة منذ أن افتتحت تنزانيا باب التسجيل بعد مرور نصف ساعة على بداية المباراة.
وفاجأت استقالة المدرب سعدان الكثيرين، خاصة وأن الإقالة كانت تبدو الأقرب، على اعتبار أن هذا الأخير أكد مباشرة عقب المباراة أنه لن يستقيل، ورفض مثل كل مرة أن يعترف بأي نوع من أنواع المسؤولية بعد سقوط الخضر أمام فريق متواضع اسمه تنزانيا، لا يوجد ضمن تعداده أي نجوم، عكس منتخب الجزائر الذي يضم لاعبين يلعبون لنواد كبيرة في أوروبا.
وذكرت مصادر من اتحاد الكرة ( فضلت عدم الكشف عن هويتها) أن سعدان دفع إلى الاستقالة، حتى لا يلجأ الاتحاد إلى إقالته، وذلك كنوع من حفظ ماء الوجه للمدرب، ولتفادي مطالبة هذا الأخير بمستحقاته المالية إلى غاية نهاية عقده الجديد الذي يمتد إلى غاية 2012، علما وأنه كان يتقاضى 21 ألف يورو شهريا.
وقالت صحيفة 'النهار' (خاصة) أن راوراوة طلب من سعدان الاستقالة وإلا فإنه كان سيتعرض للإقالة، مشيرة إلى أن العقد الجديد الذي وقع عليه سعدان مؤخرا، يتضمن مادة تقول بأنه يحق لرئيس الاتحاد إقالته في أي لحظة.
وتهافت الجزائريون مباشرة عقب انتهاء المباراة وطوال نهار أمس على مواقع الانترنت للتعبير عن غضبهم، خاصة على شبكة 'فايسبوك' التي تهاطلت عليها تعليقات أنصار الخضر التي كانت تقطر خيبة، بسبب الانهيار الذي يعيشه المنتخب، الذي لم يفز بأي مباراة منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا، وكذا بسبب خروجه من الدور الأول من المونديال بنقطة وحيدة، في حين كان يمتلك الإمكانيات للذهاب بعيدا في تلك النهائيات التي لعبت فوق أرض إفريقية.
ويرى حكيم بلقيروس الصحافي بجريدة 'الخبر الرياضي' (يومية رياضية) أن استقالة رابح سعدان كانت ضرورية لإعطاء دفع معنوي للفريق الذي فقد الكثير من إمكانياته، خاصة وأن سعدان فقد سيطرته على المجموعة، والتغيير كان ضروريا مباشرة بعد انتهاء كأس العالم.
وأوضح أن المدرب السابق اعتمد على نفس اللاعبين الذين شاركوا في المونديال، رغم تراجع مستوى بعضهم، ولم يعط الفرصة الحقيقية للاعبين آخرين، مشيرا إلى أن المدرب الجديد سيعطي حتما الفرصة للاعبين جدد أو لاعبين كانوا مهمشين.
واعتبر أن إبعاد سعدان كان ضروريا بسبب الضغط الجماهيري الذي تنامى منذ نهاية المونديال، وتعاظم في الفترة الأخيرة بعد الخسارة أمام الغابون في مباراة ودية والتعادل أمام تنزانيا في أول مباراة رسمية، مشيرا إلى أن مستوى الخضر أضحى في تقهقر والمدرب الجديد أمامه عمل كبير.
وأكد بلقيروس أن مهمة محاربي الصحراء في التأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا 2012 ستكون صعبة، فالتعادل الذي خرجوا به أمام تنزانيا أخلط الكثير من الحسابات، مشيرا في المقابل أن تعادل المغرب مع إفريقيا الوسطى أبقى الأمل قائما، شرط تجاوز الأزمة الحالية التي يعيشها المنتخب.
من جهة اخرى يعتزم المنتخب الجزائري لكرة القدم إقامة معسكر إعدادي في فرنسا يسبق مواجهته أمام منتخب جمهورية أفريقيا الوسطى في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة بالتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2012 التي تقام بالغابون وغينيا الاستوائية.
ويحل المنتخب الجزائري ضيفا على جمهورية أفريقيا الوسطى في العاشر من تشرين الثاني/أكتوبر المقبل بالعاصمة بانغي.
وأقر المكتب التنفيذي للاتحاد الجزائري لكرة القدم عفوا مشروطا عن لاعبي ومدربي الأندية الجزائرية الذين تمت معاقبتهم الموسم الماضي.
ويستثني القرار اللاعبين والمدربين المعاقبين بسبب الاعتداء أو محاولة الاعتداء أو البصق على الحكام في المباريات.
وأقر الاتحاد أيضا رفع عقوبة اللعب بدون جمهور على ملاعب أندية الرابطتين الأولى والثانية المحترفة.